
هل شعرت يوما أن جهودك في إنشاء المحتوى تذهب سُدى في مواجهة تحديثات جوجل المتواصلة؟ هل تبدو لك سياسات محركات البحث مجحفة بحق المواقع الصغيرة؟ على مدار سنوات، تحول مشهد تحسين محركات البحث من بيئة بسيطة إلى ساحة معقدة يتصارع فيها الجميع. في هذا المنشور، سأشارككم تجربتي الشخصية ورؤيتي حول هذا التطور، وأدعوكم لمشاركتنا آرائكم وتجاربكم.
محرّك البحث (جوجل مثلا) تمّ إنشاؤه بالدّرجة الأولى من أجل المستخدمين الباحثين عن المعلومات، وفي بداياته، كان من السّهل إلى حدّ كبير أن يُظهر منشئو المحتوى محتواهم عليه، مثلا، مجرّد إضافة خريطة الموقع كفيل بعرض محتوى الموقع الإلكتروني على نتائج البحث.
بمرور الوقت، بدأ بعض منشئي المحتوى أو مشرفي المواقع الإلكتروني بالتّحايل على أنظمة محرّك البحث البسيطة -آنذاك- للسّيطرة على المراتب الأولى فيه، من خلال إنشاء محتوى مهيّأ لمحرّك البحث فقط، ويقومون بممارسات مثل:
- إخفاء الهويَّة
- إقحام الكلمات المفتاحيَّة
- استخدام النّصّ المخفيّ والرّوابط المخفيَّة
- شراء روابط dofollow من المفترض أن لا تكون كذلك
- إلخ
بمرور الوقت، بدأ المستخدمون الباحثون يُصادفون نتائج بحث رديئة لا تتضمَّن محتوى مفيدا وضارّة في العديد من الأحيان. حينها بدأ محرّك البحث يمنع تلك الممارسات التي كانت تتسبّب بعرض محتوى غير مرغوب فيه للأشخاص وربّما يقوم بإنشاء أنظمة تصنيف جديد تواكب الخداع الذي يشهده محرّك البحث لصدِّه.
بمرور الوقت، بدأ بعض منشئي المحتوى ومشرفي المواقع الإلكتروني باكتشاف واستخدام أساليب احتياليَّة جديدة، فنقل مثلا:
- إساءة استخدام المحتوى واسع النِّطاق
- إساءة استخدام سمعة الموقع
- الوظائف المضلِّلة
- إلخ
هل تتذكرون أمثلة أخرى لممارسات الاحتيال التي انتشرت في السابق؟ وكيف أثرت على تجربتكم كباحثين أو منشئي محتوى؟
بمرور الوقت، بدأت مرّة أخرى في الظّهور العديد من نتائج البحث غير الجيّدة للمستخدمين الباحثين، مما أدى بمحرّك البحث إلى اتّخاذ تدابير جديدة من خلال منع الممارسات المخادعة التي يتمّ القيام بها، أو على الأقلّ اعتبارها ممارسات تنتهك السّياسات بحيث تتمّ معاقبة من يقوم بها من بعض منشئي المحتوى ومشرفي المواقع الإلكترونيَّة.
بمرور الوقت، صار بعض منشئي المحتوى ومشرفي المواقع الإلكتروني يكتشفون أساليب احتيال جديدة يوما بعد يوم، وفي نفس الوقت، ومن جهة الأخرى، صار محرّك البحث يُشدِّد النّطاق أكثر على عرض المحتوى على نتائج البحث للمستخدمين الباحثين يوما بعد يوم وتتمّ إضافة هذه الممارسات إلى صفحة سياسات المحتوى غبر المرغوب فيه الخاصّة ببحث الويب من جوجل.
في وقتنا الحالي: يرى محرّك البحث أنّ المحتوى الأَولى للعرض على نتائج البحث هو المحتوى الذي تمّ إنشاؤه للأشخاص واستبعاد المحتوى الذي تمّ إنشاؤه لمحرّك البحث لعرض محتوى عالي الجودة للمستخدمين الباحثين، في نفس الوقت، يرى بعض مشرفي المواقع الإلكترونية ومنشئي المحتوى أن محرّك البحث يُشدِّد النّطاق عليهم فقط كونهم لديهم مواقع إلكترونيَّة صغيرة. في نفس الوقت، يرى المستخدمون الباحثون أنّ نتائج البحث تنقل من حسن إلى أحسن.
هل توافقون على أن جوجل يشدد الخناق على المواقع الصغيرة؟ وما هي أبرز التحديات التي تواجهونها كمنشئي محتوى في ظل السياسات الحالية؟
بطبيعة الحال هذا شيء مفيد لمحرّك البحث، وفائدته هي أن الأشخاص يحصلون على تجربة بحث مرضيَة، بغضّ النّظر عن ما إذا اشتكى بعض مشرفي المواقع أو منشئي المحتوى
وهذا بديهي، لأنه بالنّسبة لمحرّك البحث، رضى المستخدمين الباحثين يسبق رضى بعض منشئي المحتوى أو بعض مشرفي المواقع الإلكترونيَّة، بدليل أنّ إذا لم يرض المستخدمون الباحثون عن تجربة البحث فسيتخلّون عن محرّك البحث، وهذا يضرّ محرّك البحث في حدّ ذاته (كشركة مثلا) ويضرّ كذلك منشئي المحتوى ومشرفي المواقع الإلكترونيَّة.
من وجهة نظري المتواضعة، أغلبيَّة من يشتكون هم من منشئي المحتوى أومشرفي المواقع الإلكترونيَّة، لكن لم أرى مستخدمين باحثين يشتكون من رداءة نتائج البحث -على الأقلّ مؤخَّرا-.
قد يطرح أيّ قارئ لهذا المنشور سؤال: إذن هل كلّ من يشتكي من عدم ظهور محتواه أو موقعه الإلكتروني على نتائج البحث على خطإ؟
الجواب ببساطة، ليسوا جميعا على خطإ.
- منهم من يدعي أنّه على صواب، ويعلم أنّه على صواب: من حين إلى آخر تحدث الأخطاء في محرّك البحث، وقد يتمّ تجاهل بعض المواقع الإلكترونية أو الصّفحات عن طريق الخطإ، وفي هذه الحالة تتوفّر طرق عديدة لحلّ المشكلة، مثلا التّواصل مع محرّك البحث. مثلا توفّر جوجل نموذج للتّواصل معها إذا تبيّن فعلا أنّ موقعا إلكترونيا يواجه مشكلة حقيقيَّة في الفهرسة. انظر نموذج الإبلاغ عن مشكلة في فهرسة موقع إلكتروني في جوجل.
- منهم من يدّعي أنّه على صواب، ولا يعلم أنّه ليس على صواب: مثل العديد من الحالات التي تعاملتُ معها من أصدقاء وعملاء حيث تجدهم يقومون بتصنيف بعض الممارسات على أنّها مفيدة في الوقت التي هي ضارّة ولا يعلمون أنّها ضارَّة أو ممارسات يعتقدون أنّها ضارّة لكنها في الحقيقة مفيدة.
- منهم من يدّعي أنّه على صواب، ويعلم أنّه ليس على صواب: مثل بعض مشرفي المواقع الإلكتروني ومنشئي المحتوى الذين يعلمون أنّهم لا يُنشئون محتوى مفيدا، لكن يقومون بالشّكوى أينما حلوا وارتحلوا. ولا يستطيع النزول إلى أرض الواقع، إذا غالبا ما تجد شكاواهم باستخدام حسابات وهميَّة.
من خلال خبرتك، أين ستصنّف شخصا دخل إلى منتدى مساعدة مجموعة خدمات بحث جوجل وبدأ بنعت الجميع بالأغبياء في منشور بعنوان “(google.com) اصبح موقع ضعيف هزيل مثل bing و yahoo و yandex واكثر من ذلك مسؤولين اغبياء" فقط لأنّهم موظّفين في جوجل، وهذا شيء لا يدلّ على وجود اخلاق أو ثقافة…
لاحظتُ بعض مقدّمي خدمات تحسين محرِّكات البحث الذين فشلت المواقع الإلكترونيّة التي يعملون عليها، وعند سؤالهم من طرف مالكي المواقع الإلكترونية يردّون بأنّ محرّك البحث ضدّ المحتوى العربي أو شيء من هذا القبيل.
اطّلعتُ على مئات المواقع الإلكترونيَّة التي كان يدّعي أصحابها أنّها تتضمّن محتوى عالي الجودة وتقدّم تجربة استخدام مرضية للغاية، وللوهلة الأولى التي يظهر فيها الموقع الكتروني تظهر العديد من الانتهاكات أو المحتوى الرّديء للغاية.
بالمناسبة، أنا لستُ مع جوجل، ولست ضدّها، لستُ مع ذلك النوع من منشئي المحتوى ومشرفي المواقع الإلكترونية ولستُ ضدّهم كذلك.
السؤال هنا: هل بالفعل تشدد جوجل الخناق على المواقع الصغيرة؟ أم أن المشكلة تكمن في طريقة إنشاء المحتوى؟ نود جميعا أن نسمع آراءكم كمنشئي محتوى ومشرفي مواقع وباحثين كذلك.
مصطلحات مفاتيح:
المصطلح | المعنى |
محرّك البحث | موقع إلكتروني - برنامج حاسوب للمساعدة على العثور على المعلومات ذات صلة بطلب بحث. |
منشئو المحتوى | أشخاص يقومون بإنشاء محتوى مكتوب أو مرئي أو مسموع |
مشرفي الموقع | أشخاص يقومون بإنشاء/إدارة المواقع الإلكترونيَّة |
مستخدمون باحثون | أشخاص يستخدمون محرّك البحث للعثور على معلومات |