مرحبا رفاق، كيف حالكم؟ أرجو أن تكونوا بكلّ خير وعافية
خلال السّنوات القليلة الماضية، كان هناك تذمُّر وشكاوى عديدة من طرف أصحاب المواقع الإلكترونية -مشرفي مواقع ومنشئي محتوى- نظرا للانخفاض الكبير في الزيارات المجّانية التي كان يتلقّاها محتواهم من محرّك بحث جوجل.
أتذكَّر أن مشكلة انخفاض عدد الزيارات المجّانية الواردة من بحث جوجل بدأت تتفاقم بظهور الذّكاء الاصطناعي + إطلاق بعض التّحديثات الأساسيّة في بحث جوجل سنة 2022 و2023.
منذ ذلك الوقت، وبعد كلّ إطلاق لتحديث أساسي، كان يُمكن -بسهولة- ملاحظة التأثّر السّلبي الذي عرفته العديد من المواقع الإلكترونيَّة، وبعد إطلاق ميزات الذّكاء الاصطناعي في بحث جوجل، كانت مثل القشَّة التي قسمت ظهر البعير، ونتحدّث عن نسب انخفاضات رهيبة عرفتها الزّيارات المجّانية.
في هذه الأيّام، وبعد إطلاق تحديث يونيو الأساسي، ولأوّل مرّة منذ سنوات (يُمكنني القول أنّها مرّت على إصحاب المواقع الإلكترونية مثل آلاف السّنين)، أرى أنّ النّسبة الأكبر من مشرفي المواقع راضين إلى حدّ ما عن إطلاق هذا التّحديث الأساسي:

حيث بدأ يتقلَّص الفارق بين مرّات الظّهور وعدد النّقرات بانخفاض عدد مرّات الظّهور واستقرار أو ارتفاع عدد النّقرات الواردة من البحث. مزيدا من آراء بعض من أصحاب المواقع حول تحديث يونيو الأساسي لسنة 2025.
ليس هذا فقط، أجرت جوجل ولا تزال تجري تحسينات على ميزات الذّكاء الاصطناعي في البحث يبدو بشكل واضح أنّها لفائدة أصحاب المواقع الإلكترونية أكثر من فائدتها لمستخدمي بحث جوجل العاديِّين.
على سبيل المثال، إضافة أسماء المواقع الإلكترونية بشكل بارز:
وإضافة نصوص ارتباط تؤدّي مباشرة إلى المحتوى الأصلي:

كل هذا في “نبذة باستخدام الذّكاء الاصطناعي”:
كلّ هذا ولا يزال تحديث يونيو الأساسي قيد الإطلاق ولم يتمّ إطلاقه بالكامل بعد.
يبدو أنّ بحث جوجل -بالإضافة إلى تركيزها المستمرّ على الباحثين- بدأت تركّز على إعادة نسبة من الزّيارات للمواقع الإلكترونية.
حتى إن هناك بعض خبراء المجال الذين قالوا:
يؤدي تحديث جوجل الأساسي لشهر يونيو 2025 إلى بعض التعافي الجزئي الكبير لبعض المواقع التي تأثرت سابقًا بتحديث المحتوى المفيد والتحديثات الأساسية …
تُرى، هل بسبب خوفها من فرض رسوم كبيرة على زواحف الذّكاء الاصطناعي الخاصّة بها بعد الإعلان عن "الدّفع مقابل الزّحف" من طرف كلاودفلير والذي من المرجّع أن تتبعه باقي الشّركات الأخرى ذات الصلة، مثل ما تبعت منصّات مثل فيسبوك منصّة إكس بعد فرضها رسوما على شارة “التّحقق”؟ أم ببساطة عرفَت قيمة منشئي المحتوى؟
كل هذه التغييرات، سواء كانت نتاج تحسينات مستمرة أو استجابة لتوجهات السوق، تحمل في طياتها الكثير من التساؤلات للمستقبل. فهل نشهد بداية عودة الروح للمواقع الإلكترونية، أم أن هذه مجرد هدنة قبل جولة جديدة من التحديات؟ وهل بدأت جوجل حقًا تدرك قيمة المحتوى الأصيل ومنشئيه؟
الآن، حان دوركم! بصفتكم قلب وروح هذا الفضاء الرَّقمي، ما هي ملاحظاتكم حول الموضوع؟ هل لمستم أي تحسن في زيارات مواقعكم؟ وما هي رؤيتكم لمستقبل العلاقة بين جوجل والمواقع الإلكترونية، خاصة مع التطورات المتسارعة للذكاء الاصطناعي؟
شاركونا آراءكم وخبراتكم القيمة، فكل رأي يثري النقاش ويساعدنا جميعا على فهم المشهد المتغير.