كان الدافع وراء كتابة التنوين على الحرف الذي يسبق الألف هو مشكلة تقنية قديمة في الآلات الكاتبة. هذه الآلات لم تكن تسمح بالتحكم في تباعد الأسطر، مما كان يؤدي إلى التصاق التنوين بالسطر العلوي، وهو ما كان يقلل من وضوح الكلمة.
ولحل هذه المشكلة، كان يتم وضع التنوين على الحرف الذي يسبق الألف. هذا التعديل البسيط كان يضمن أن التنوين يبقى في موضع منخفض وبعيد عن السطر الذي فوقه، مما يجعله أكثر وضوحا.
بدأت جوجل في نقل حركة تنوين الفتح إلى ألف التّنوين، وهذا ما لاحظتُه في دردشة جيميناي:

لكن بغضّ النّظر عن هذه المشكلة التّقنية، ما الأصل في كتابة تنوين الفتح؟
مذاهب كتابة تنوين الفتح في اللغة العربية
بشكل مختصر وسريع، هناك مذهبان في اللغة العربية يتعلّقان بطريقة كتابة تنوين النّصب، هل وضع تنوين النّصب على الحرف المنوَّن (جزءًا) هو الأصحّ أم على ألف التّنوين (جزءاً)؟
المذهب الأوّل: مذهب الخليل وسيبويه (المشارقة)
المذهب الثّاني: مذهب الدّاني (المغاربة)
أي المذهبين أصحّ؟
لكلّ مذهب أدلّته الخاصّة والمنطقيّة، وكلّ مذهب يتّبعه عدد كبير من النّاس، فإذا نظرت إلى أهل المشرق، وجدت أنّهم في الأغلب يكتبون حركة تنوين الفتح على الحرف الذي قبل الألف (مثلا: رأيتُ ذهبًا أبيض)، اتّباعا لمذهب الخليل وسيبويه؛ أما إذا نظرت إلى أهل المغرب، فستجد أنّ جلّهم يكتب تنوين الفتح على الألف وليس على الحرف الذي قبلها (مثلا: رأيتُ ذهباً أبيض)
يُمكنك أن ترى الموضوع بشكل واضح مثلا إذا قمت بمقارنة صفحتين من المصحف الشّريف المكتوب بالخطّ العثماني، واحدة برواية حفص عن عاصم (جمهورية مصر العربية مثلا)، والأخرى برواية ورش عن نافع (المملكة المغربية مثلا)، ستجد أنّه في الأوّل يتمّ كتابة تنوين الفتح على الحرف ما قبل الألف، بينما في الثاني ستجد أنّ تنوين الفتح يُكتَب على الألف.
في حال كنت مصرّا على ترجيح أحدهما، فيُمكنك إلقاء نظرة على المصادر وأمّهات الكتب فيما يتعلّق بالموضوع.
بالنّسبة لجوجل، لاحظتُ قبل بضعة ساعات أنّها بدأت تضع علامة تنوين الفتح على ألف التنوين وليس على الحرف الذي قبلها، وهذا خبر سارّ من عدّة نواح، لعلّ أهمّها بالنّسبة لي سبب شخصي، وهو أنّه طالما كنت أفضّل كتابة حركة التنوين على ألف التنوين كما تعلّمتُ في صغري في الكتّاب عندما كنت أكتب القرآن على اللوح وإخباري من طرف أحد مشايخي وأساتذتي أنّ تنوين الفتح يكون على ألف التنوين وليس على الحرف الذي قبلها. ولكلّ مذهب أتباعه.
الشّيء الآخر هو أنّ جوجل تعتني باللغة العربية، وهذا بالنّسبة لمشرفي المواقع يعني فهما أعمق للمحتوى، وبالنسبة لمستخدمي البحث العاديين فهم أكبر لما يبحثون عنه، وربّما عرض حركة التنوين حسب المناطق بحسب المذاهب، وهذا شيء جيّد أيضا.
يُمكنك قراءة المزيد حول الموضوع (كلا المذهبين)