من المؤسف أن نشهد تراجعا في أداء موقع نجوم مصريّة الإلكتروني، الذي يُعدُّ من أبرز المواقع وبالأخصّ في الأراضي المصريّة الشّقيقة، والذي سمعتُ أكثر من صديق لي يتحدّث عنه. حيث تراجعت الزّيارات المجّانية الواردة إليه من بحث جوجل وميزة اقتراحات جوجل إلى حدّ كبير كما جاء على لسان مالكه (عبد الرّحمن الليثي)
بالتأكيد، هذا التّغيير يستدعي وقفة للتّقييم وإعادة النظر في بعض استراتيجيّات تحسين محرّكات البحث التي لا يزال يتمّ العمل بها، مع تحليل بسيط للموقع الإلكتروني ومناقشة لما قد يكون السّبب وراء هذا التّراجع. مع الأخذ بعين الاعتبار عدم وجود أي ضمانات بفهرسة أي محتوى في جوجل
—
للبدء، سأسرد ما صرّح به صاحب موقع نجوم مصريّة عبد الرّحمن الليثي في منتدى مساعدة مجموعة خدمات بحث جوجل ليكون نقطة للبدء، ثم لنتطرّق إلى التّحليل:
على الرغم من أننا بذلنا الكثير من الجهد وأجرينا تدقيقًا شاملاً للمحتوى، نلاحظ تراجعًا إضافيًا في الزيارات من جوجل مع كل تحديث، نحتاج إلى مساعدة!
بخصوص: ngmisr.com
بعد تحديث أغسطس 2024 الأساسي، وجدنا أن مجمعات الأخبار (التطبيقات التي تنشر الأخبار من مصادر مختلفة) تستبدل نطاقنا في جميع نتائج البحث، ويفضلها جوجل عوضاً عنا (المصدر الأصلي)، نحن بحاجة ماسة لمعرفة السبب المحدد وراء العقوبة.
على مدار 11 شهرًا، تم بذل الكثير من الجهد، ومع ذلك هناك تراجع تدريجي في الزيارات من جوجل حتى تحديث أغسطس 2024
منذ تحديث سبتمبر وأكتوبر 2023 لاحظنا انخفاضًا كبيرًا في حركة المرور من Discover، وفي وقت لاحق في تحديث مارس 2024 الأساسي لاحظنا انخفاضًا إضافيًا في حركة المرور من البحث أيضًا، كما لاحظنا أن بطاقة المعلومات Knowledge Panel لاسم العلامة التجارية “نجوم مصرية” بالعربية والإنجليزية لم تعد تظهر.
بعد تحديث أكتوبر، قمنا بإجراء تدقيق كبير للمحتوى في الموقع، حذفنا حوالي 20 ألف مقال كانت مثل “مسابقة”، كانت فكرتها مثل “ما الفرق بين الصور”، “هل يمكنك العثور على الرقم المختلف؟”، وهذا النوع من الألغاز الذي يبدو أن جمهورنا أحبه، نعتقد أن هذا النوع من المحتوى تعتبره جوجل غير مفيد وقد يكون محتوًى عشوائيًا، لذا قمنا بحذف هذا النوع من المحتوى تمامًا من موقعنا.
قمنا أيضًا بإجراء تحليل أعمق للمحتويات المشابهة، وحذفنا المحتويات المكررة أو شبه المكررة، حوالي 5 آلاف مقال، هذه المقالات أو الأخبار كانت تحتوي على محتويات أو معلومات متشابهة تقريبًا، حذفنا المكرر منها وأبقينا على الأكثر تفاعلًا.
قمنا بتحرير 10 آلاف مقال آخر كانت تحتوي على روابط خارجية غير صالحة أو فيديوهات يوتيوب محذوفة، وتم تحديثها بروابط خارجية ذات صلة، والفيديو أُزيل إذا لم يكن ضروريًا، أو تم حذف المقال إذا كان الفيديو أساسيًا.
كنا نتوقع بعد هذه التعديلات أن تحديث مارس الأساسي سيزيل العقوبة ولكن كان هناك المزيد من التراجع.
حتى بعد تحديث أغسطس 2024 الأساسي، نرى أن مجمعات الأخبار (التطبيقات التي تنشر محتوياتنا) تستبدل نطاقنا في جميع نتائج البحث، وهذا مدمر للغاية!
هذا يحدث بينما نرى تقارير عديدة عن مواقع تضررت من تحديث سبتمبر HCU وتتعافى بدون فعل أي شيء (التقارير تدعي أن المواقع المهجورة شهدت تحسنًا ملحوظًا في البحث!)
بعد عمل ضخم وتدقيقات على مدار 11 شهرًا، نريد حقًا معرفة السبب وراء هذه العقوبة القوية التي تسببت في اختفاء موقعنا تقريبًا من نتائج جوجل.
هل يمكننا الحصول على نظرة أعمق على حالتنا، من فضلكم؟
الموقع كان يحصل على 500 ألف إلى مليون زيارة يوميًا من البحث، Discover والأخبار، ولديه حوالي 200 ألف منشور تم بناؤها على مدى 10 سنوات، الآن الزيارات حوالي 1 ألف فقط يوميًا!
أود أن أذكر أن “نجوم مصرية®” هو بوابة أخبار مستقلة تأسست في سبتمبر 2009، وتم تأسيس شركة “نجوم مصرية” في 2019، والموقع مسجل في المجلس الأعلى للإعلام المصري منذ 2019 وتم تسجيل العلامة التجارية “نجوم مصرية” في 2021.
لم نشهد مثل هذا الانخفاض في الزيارات من قبل، نعتقد أننا أزلنا أي محتوى غير مفيد.
شكرًا لكم،
كان هذا نصّ ما جاء في منشور عبد الرّحمن الليثي حول الموضوع في منتدى مساعدة مجموعة خدمات بحث جوجل حول التّراجع الحاصل بعد إطلاق مجموعة من التّحديثات الأساسيّة. حيث قمت بالرّدّ على مناقشته أيضا.
—
ما سأذكره تاليا هو مناقشة لموضوع المنشور بقلب صاف وليس شماتة أو التّقليل من احترام أحد.
لقد قدّم مالك الموقع الإلكتروني مجموعة من المعلومات المهمّة والنّقاط التي لا يجب أن يتمّ المرور عليها مرور الكرام.
من وجهة نظري الشّخصيّة، ومع كامل الاحترام لأي مشرف موقع إلكتروني، لا أعتقد أنّ فريق نجوم مصريّة قام بالصّواب عند حذف 20.000 مقال فقط من أجل تحسين محرّكات البحث، وفقط لأنّه اعتقد أنّ ذلك مفيد لتحسين محرّكات البحث في الوقت الذي يُصرّح فيه مالك الموقع الإلكتروني بأنّ ذلك النّوع من المحتوى محبّب لقرّاء الموقع.
من الممكن أن تكون صفحات المرح التي تمّ حذفها تلك من أعلى الصّفحات جودة في الموقع الإلكتروني لأنّها فعلا تعجب الأشخاص ويجدونها مفيدة. وربّما هي من كانت لا تزال تحافظ على حضوره في بحث جوجل. (لو كنت مكان الفريق لاستعدتها في الحال إذا كان بالإمكان ذلك)
لو كنت مكان الفريق، كنت لأركّز على الكُتّاب أو المراجعين، (من خلال دورات أو مستويات) لينمّوا مهارات تحسين محرّكات البحث بينما يكتبون المحتوى. بدون تعميم طبعا.
—
لقد قمتُ بعمل تحليل أوّلي بناء على إرشادات دليل مقيّمي جودة المحتوى وإرشادات جوجل ونصائحها، وبعض ما عثرتُ عليه في اللحظة التي قمتُ فيها بالفحص، كالآتي:
بالإضافة إلى الأمور الجيّدة، الرّائعة والمميّزة في موقع نجوم مصريّة، سأودّ إضافة بعض النّقاط التي أرى -من وجهة نظري الشّخصيّة وخبرتي- أنّها من الممكن أن تكون مفيدة
- صعوبة شديدة في التّنقّل، على سبيل المثال عدم وجود مربّع بحث. وبما انّ التّنقّل صعب في الموقع الإلكتروني بالنّسبة للأشخاص، فهو صعب التّنقّل بالنّسبة لمحرّكات البحث أيضا.
- ما يزيد من صعوبة التّنقّل هو قلّة أو عدم وجود ارتباطات داخليّة في المحتوى الرّئيسي.
- ما يزيد من صعوبة التّنقّل عدم وجود “شريط تنقّل”.
- يوجد في صفحة “من نحن” الخاصّة بالموقع الإلكتروني، وتحديدا قسم “الرّؤية” البند 1 ما نصّه “المصداقية: وضعنا عدد من القوانين الواضحة للعمل التي من دورها أن تجعل العنوان أدق ما يمكن ليصف المحتوى، وأن يعتمد الكاتب على عدة مصادر موثوقة عند نقل الخبر.”. للأسف، لم أعثر في المقالات الإخبارية التي زرتها على روابط مصدر.
- وجود العديد من الصّفحات عبارة عن "مواضيع أموالك أو حياتك" حسّاسة للغاية التي لا يبدو أنّها جديرة بالثّقة. على سبيل المثال، صفحات إعلانات حكوميّة لا تتضمّن مصادر الخبر.
- بينما كنت أقوم بالفحص والتّصفّح، كان يتمّ حظر وصولي مؤقّتا إلى الموقع الإلكتروني بواسطة كلاودفلير بشكل مستمرّ ومزعج. هذا شيء من الممكن أن يشوّش على محرّكات البحث أيضا. وقد لا يُعطي تقييما جيّدا لجودة الصّفحة من لدن مقيّمي الجودة ومحرّك بحث جوجل.
- وجود مراجعات منتجات ذات جودة منخفضة ولا تلتزم بنصائح جوجل لإنشاء مراجعات عالية الجودة.
- افتقار الموقع الإلكتروني لمعلومات حول المسؤولين عن إنشاء المحتوى. (خصوصا مواضع أموالك أو حياتك)
- …
—
طبعا لا يُمكن الحكم بالسّبب الرّئيسي أو التّقديري إلّا بعد إجراء تحليلات عميقة للموقع الإلكتروني (داخليّا وخارجيّا)، لكن حدسي الأوّل يقول أنّ “هيكل الموقع” الذي يُسبّب صعوبة في التّنقّل، وناحية التّجربة والخبرة والمصداقيّة والجدارة بالثّقة في المحتوى (خصوصا مواضيع أموالك أو حياتك) من أكبر المشاكل التي على الموقع الإلكتروني معالجتَها.
لماذا؟ لأنّ مشاكل التنقّل تؤثّر بشكل مباشر في فهم الموقع الإلكتروني وفهرسة محتواه، والتّجربة والخبرة والمصداقيّة والجدارة بالثّقة لأنّ لها دور مباشر في الظّهور على ميزة اقتراحات ولأنّها ذات صلة صلة مباشرة بمواضيع أموالك او حياتك.
—
ما تقييمك لموقع نجوم مصريّة؟ وما السّبب الرّئيسي الذي من الممكن أن تتوقّع أنّه وراء هذا الانخفاض؟ وكم المدّة التي تقدّرها حتّى يتعافى ويستردّ ترتيبه في جوجل؟