السّلام عليكم ورحمة الله، مرحبا أخي يوسف كيروسين كيف حالك؟
شكرا على إثارة هذه النّقطة حول ما يُسمّى “مزرعة الرّوابط”، وإنّه لمن الجيّد مناقشة مثل هذه الأمور حول تحسين محرّكات البحث.
لا يُعجبني إطلاق الأحكام على الممارسات التي يقوم بها الأشخاص لتحسين محرّكات البحث، لهذا كان عليّ الاطّلاع بتمعّن على المنشور المعنيّ، لهذا يُمكنني القول بثقة حيال هذه الحالة أنّها تنتهك سياسات المحتوى غير المرغوب فيه الخاصّة ببحث الويب من جوجل، ويُمكنني أن أضيف -من وجهة نظري- أنّها مضيعة كبيرة للوقت والجهد، وكلّ هذا من وجوه، لكن في الأخير يبقى للشّخص الحكم بنفسه على جودة ومصداقيّة هذه الممارسة.
لماذا “مزرعة الرّوابط” تنتهك سياسات جوجل
ما يُسمّى “مزرعة الرّوابط”، أو على الأقلّ الحالة التي اطّلعتُ عليها والتي شاركتَها معي تنتهك أكثر من سياسة واحدة من سياسات المحتوى غير المرغوب فيه، فمثلا:
سياسات الرّوابط غير المرغوب فيها، حيث تقول جوجل:
إنشاء محتوى ذي قيمة منخفضة بغرض التلاعب في عمليات الربط ومؤشرات الترتيب في المقام الأول. [المصدر]
حيث إنّ الممارسات العامّة في هذه الاستراتيجيّة تهدف إلى إنشاء مواقع إلكترونيّة على نطاق واسع فقط من أجل صُنع روابط تبدو أنّها طبيعيّة، لكن في الحقيقة هي مصطنعة، وهذا يؤدّي إلى انتهاك سياسة أخرى مثل التّحايل على السّياسات ووالله أعلم حتى سياسة إساءة استخدام المحتوى الموسّع، حيث تقول جوجل:
إنشاء مواقع إلكترونية متعدّدة بغرض إخفاء طبيعة المحتوى الموسّع. [المصدر]
أعتقد سيكون بإمكاني إحصاء انتهاكات أخرى، لكن ليس هذا أكثر ما أراه سلبيّا في هذه الاستراتيجيّة.
بالمناسبة، لستُ الوحيد الذي يعتقد هذا، يُمكنك الانتقال إلى المنشور المعني وستجد شخصا ردّ مستخدِم:
كيف تعتبر مزرعة الروابط إستراتيجية جيدة ؟ هذه الطريقة يعاقب عليها Google
فردّ عليه الكاتب بـ:
هات مقال واحد بيشرح الاسلوب اللي شرحته دا وبيقول انه معاقب من جوجل
وهنا يُمكنني أن أقول أنّه لربّما لا يعرف الكاتب بأنّ ما يقوم به ممارسة تنتهك السّياسات وهذا شيء خطير، حيث يُسبّب الأذى للأشخاص ولنفسه وهو لا يدري.
لماذا “مزرعة الرّوابط” مضيعة للوقت والجهد
لا يتطلّب فهرسة المحتوى في جوجل والظّهور علىنتائج البحث أيّ مهارات خارقة، وفي العادة، تظهر الصّفحات الرّئيسيّة للمواقع الإلكترونيّة في بحث جوجل خلال أسبوع أو أقلّ، وإذا كان يتمّ إنشاء محتوى عالي الجودة فسيستمرّ ظهوره وتصدّره أيضا. مزيدا من المعلومات حول كيف تتعامل جوجل مع المواقع الإلكترونيّة الجديدة
هذا يعني أنّ إنشاء موقع إلكتروني بسيط وعرض محتوى عالي الجودة من الممكن أن يتألّق على نتائج البحث في مدّة وجيزة، بينما القيام باستراتيجيّة “مزارع الرّوابط” هذه من الممكن أن تأخذ وقتا أطول بدون فائدة.
أيضا، -وفقط وجهة نظري الشّخصية- لماذا سأضيّع كلّ هذا الوقت في القيام بهذه الاستراجيّة وتضيع جهدي في الوقت أنّ نصف هذا الوقت والجهد بإمكاني قضاؤه في تعلّم ممارسات تحسين محرّكات البحث جيّدة وتحسين المحتوى الذي أقدّمه.
أقصد، بدل إنشاء 30 مدوّنة + 1.500 مقال منخفض أو سيّء الجودة + 18.000 من الروابط الخلفيّة التي تنتهك سياسات جوجل، سأفضّل بدل كلّ هذا أن أقرأ -بتركيز- المستندات ذات الصّلة، مثل سياسات المحتوى غير المرغوب فيه الخاصّ ببحث جوجل، ودليل تحسين محرّكات البحث وربّما حتّى دليل مقيّمي جودة البحث، وسأنشئ مدوّنة واحدة، تضمّ 100 مقال عالي الجودة يُشجّع الأشخاص على مشاركته.
وفي الختام أخي يوسف، لا ادري ما إذا كانت هناك مواقع إلكترونيّة يُمكن أن تنطبق عليها هذه الممارسة لتنجح، لكن ما أنا متأكّد منه هو أنّ هذه الاستراتيجيّة من الأشياء التي لا أقوم بها لأنّي أرى ببساطة أنّها ضارّة مع احترامي للكتاب ولرأيه أيضا.
والله أعلم